هل يجب برمجة حصص للمراجعة خلال الإجازة الصيفية أم لا؟

هل يجب برمجة حصص للمراجعة خلال الإجازة الصيفية أم لا؟

إنها الإجازة الصيفية، فالتلاميذ والطلبة ليس لديهم إلا رغبة واحدة، التخلص من ضغط الامتحان و الاسترخاء والاستمتاع بأجواء الصيف، لكن الآباء لا يشاطرونهم نفس الرغبة ولديهم رأي آخر، فهم يفكرون في الدخول المدرسي المقبل وكيف التحضير له.
وكثير هي الأسئلة التي تشغل بالهم، من بينها، ” هل يجب تنظيم حصص للمراجعة لأطفالهم أم لا خلال هذه الإجازة الصيفية”.
للإجابة على هذا السؤال، تنقسم الآراء بين أولئك الذين هم مع برنامج مخفف للمراجعة يساعد على الاحتفاظ بما تم تحصيله واكتسابه خلال السنة الدراسية المنتهية والاستعداد للعام الدراسي المقبل، والذين يقولون أن الإجازة الصيفية هي مخصصة للراحة وتخفيف الضغط المتراكم طوال العام الدراسي والترويح على النفس، وأن برمجة فترة للمراجعة لا جدوى لها.
عادة الأطفال يكرهون هذه الواجبات المنزلية وبرمجة حصص للمراجعة خلال الإجازة الصيفية، لذا يجب على الآباء أن يكونوا جد حذرين وأن لا يجبروا أطفالهم على المراجعة خلال هذه الإجازة الصيفية و بدلا من ذلك، مساعدتهم على إدراك أهمية هذه الحصص من أجل تحقيق هدف محدد يتم الاتفاق عليه معهم.
دون الوعي بهذه الحاجة والهدف من هذه المراجعة فالأطفال لا يفهمون لماذا عليهم القيام بهذه الواجبات المنزلية، ويروا أنها عقاب و كأنهم فشلوا في عامهم الدراسي.
– وإليكم بعض النصائح للتعامل مع هذه الفترة بنجاح.
– ومن المهم جدا أن يجد الأطفال متعة في ما يقومون به، سواء كان ذلك في مخيم صيفي أو في سفر مع الأسرة.
1- أولا وقبل كل شيء يجب تحديد فترة استراحة واسترخاء لتغيير الأجواء وخفض التوتر المتراكم خلال العام الدراسي المنتهي وكل ما صاحبه من قلق و توثر، وأن ندع الإجازة الصيفية القيام بدورها كإجازة.
2- هذه الفترة من الاستراحة والاسترخاء ضرورية للدماغ لتخزين المعلومات، ودمج ما تم تعلمه والحلم بأشياء جديدة.
3- شهرين في الإجازة تعد مدة طويلة، فكيف يمكن مواصلة التعلم دون مراجعة؟
– اقتراح أنشطة على الأطفال وترك لهم حرية الاختيار، وعلى سبيل المثال:
– القراءة، ويفضل أن تكون المواضيع مغايرة للمقررات الدراسة (القصص، والروايات، و الموسوعات ….) ومن المهم جدا على الآباء أن يعطون المثل لأطفالهم في القراءة، من خلال اصطحابهم إلى المكتبة لاقتناء الكتب، وهي وسيلة جيدة لتشجيعهم على القراءة وديناميكية التعلم.
– التسجيل في دورات تدريبية لتعلم مهارات، لم يكن الوقت يسمح بتعلمها خلال السنة الدراسية، وأنشطة لاكتشاف الطبيعة، والحياة في البادية، وتنظيم جولات أو المشاركة في رحلات سياحية لاكتشاف البلاد.
– مسك دفتر الإجازة يتم فيه تسجيل كل الأنشطة التي قام بها الطفل خلال يومه، مثال: كتابة الكلمات الجديدة التي تم التعرف عليها، وتدوين الأنشطة التي قام بها، فكرة مسك الدفتر الإجارة، هي وسيلة جيدة تدفع الأطفال إلى البحث عن أنشطة وأشياء جديدة لتسجيلها في هذا دفتر.
– الذهاب إلى البحر لصيد السمك وهي من الأنشطة مهمة التي تدرب الأطفال على الصبر والانتظار وتقبل نتيجة لا نتحكم فيها، وهذا يدرب الأطفال على أن في الحياة أشياء نريد تحقيقها ولكن لست بأيدينا.
4- إذا كان من اللازم تنظيم حصص للمراجعة وأن هذا القرار هو من محض إرادة الطفل نفسه، فكيف يتم تنظيم ذلك؟
– حسن اختيار فترة تنظيم المراجعة، والأفضل أن تكون قبل العودة إلى الدراسة وأن لا تشمل الإجازة بأكملها، ويجب أن نضع في اعتبارنا أن الأطفال مقبلون على عام دراسي جديد مليء بالإجهاد والتوتر والقلق، وبالتالي فالأفضل أن تكون هذه الحصص قبل العودة إلى المدرسة.
– يجب تسطير برنامج يتم الاتفاق عليه مع الأطفال ومن اقتراحهم حتى يكونوا محفزين وملتزمين بالانخراط فيه وتقديم الأفضل.
– مؤسسات ومراكز الدروس الخصوصية تبرمج حصص للمراجعة في أوائل شهر يوليوز وأواخر أغسطس، والوقت المناسب هو نهاية أغسطس، يأتي بعد مرحلة يكون الأطفال قد أخذوا فيها قسطا وافرا من الراحة وتمكنوا من شحن البطاريات، و هم على استعداد لانطلاقة جديدة وموسم دراسي جديد، شريطة أن يكون الأطفال هم أصحاب هذا القرار وعلى الآباء أن يكون عونا لهم في اتخاذ هذا القرار.
ملاحظة هامة: لا يجب تعميم ما قد ذكر، فهناك أطفال يعبرون ويطالبون الاستفادة من حصص للمراجعة من محض إرادتهم، وعلى سبيل المثال تلاميذ البكالوريا 1 أو 2، وكذلك الأقسام التحضيرية.
و أخيرا نقول، أن أحسن فترة للمراجعة الجيدة، هي أسبوع أو أسبوعين قبل استئناف الدراسة، مع تسطير جدول وبرنامج مخفف حسب الحاجة.

د. توفيق بامهاود
أستاذ جامعي
كوتش ومستشار تربوي وأسري

للحجز والاستعلام الاتصال بالمركز 16، شارع صومعة حسان، رقم 2، الرباط – الهاتف : 0661252513
applycoaching@gmail.com