ونحن على أيام قليلة من انتهاء موسم الصيف، يستعد (التلاميذ، والطلبة) لاستئناف العمل والجميع تحدوهم رغبة واحدة، أن يكون الموسم الجديد مليء بالنجاح والإنجازات ولبلوغ ذلك يضع كل واحد منا التزامات مع نفسه لتحقيق كل ما يرغب فيه.
ولكن بمجرد ما ننطلق في العام الجديد، وننخرط في الروتين اليومي وننشغل بالمهام اليومية، حتى ننسى تدريجيا الالتزامات التي وضعناها في بداية الموسم.
فالسؤال المطروح هو: كيف نفي بكل ما التزامنا به في بداية الموسم لتحقيق ما نريد تحقيقه من أهداف؟
– يجب علينا إذن اتخاذ إجراءات محددة واعتماد سلوكيات مناسبة.
– لكن في البداية يجب أولا توضيح وتحديد هذه الالتزامات التي تعهدنا بها، أي أن نفكر جيدا فيها قبل أن نتخذها كقرارات بشأن ما سنفعله هذا العام، أي نطرح هذا السؤال ” ما الذي نرغب تحقيقه من أهداف في هذا الموسم”.
اعتمدت استعمال كلمة ” نرغب ” لتأكيد أن هذه الالتزامات هي أهداف مهمة بالنسبة لك، وأن تحقيقها نابع عن رغبة وحافز داخلي، وإلا لن يكون لديك الدافع لاستثمار الوقت والطاقة اللازمين لذلك.
– اكتب هذه الالتزامات والاهداف على ورقة، وذلك بالنسبة لكل مجال من مجالات الحياة التي تختار الاشتغال عليها مثلا: الدراسة أو العمل، والصحة، والأسرة، والمال، والأصدقاء، والهوايات، والرياضة ويمكنك إضافة أو حذف أي مجال.
– حدد جميع الإجراءات التي ستقوم بتنفيذها في كل مجال من مجالات الحياة التي اخترتها.
– أنجز جدول زمني يتضمن مواعيدا، تذكرك وتساعدك على تتبع تطبيق وإنجاز ما خططت له.
– وبمجرد الانتهاء من التفكير والتخطيط لما ترغب تحقيقه خلال الأيام والأسابيع المقبلة، ستشعر بارتياح كبير، وستكون أكثر ثقة بنفسك، وأكثر تحفيزًا، إذا كان الأمر كذلك، أدعوك لأن تسأل نفسك السؤال التالي: “ما الذي تغير حتى أصبحت أكثر ثقة بنفسي، وأكثر تحفيزًا “.
– فأنت لم تشرع بعد في تنفيذ أي إجراء من الإجراءات التي حددتها ولكن كل ما قمت به هو التخطيط لما ترغب تحقيقه من أهداف عن طريق رسم خطة للموسم الجديد، وأصبحت عندك رؤية واضحة، وهذا ما نسميه دينامية الإنجاز، أي أنك بمجرد ما تضع نفسك في هذه الدينامية، فحالتك النفسية تتغير وتصبح أكثر تحفيزا للعمل والإنجاز.
– من المعلوم أن الدماغ له قدرة هائلة على تخيل الأشياء، وأنت عندما تضع خطة تصبح عندك رؤية واضحة، فالدماغ ينجز صورة ذهنية لما تريد تحقيقه من أهداف وكأنك حققتها، وهذا يجعلك ترتاح نفسيا ويدفعك ويحفزك، وهو أمر بالغ الأهمية ومن أساسيات النجاح في جميع مجالات الحياة.
– الأشياء التي نريد تحقيقها والحصول عليها هي نابعة عن رغبة داخلية تحفزنا وصورة ذهنية تشكلت في دماغنا.
– الآن ما عليك إلا أن تتوكل على الله وتبدأ في تنزيل الخطة التي رسمتها وتنطلق في الإنجاز دون تأخير وتلتزم بالبرنامج المسطر، وإن استعصت عليك الأمور وظهرت بعض المشاكل خلال مرحلة الإنجاز وهذا شيء من المحتمل حدوثه، ما عليك إلا أن تستحضر تلك الصورة الذهنية التي كانت عندك في البداية، وتتشبع بها وهذا سيمكنك من استعاد الرغبة والتحفير للانطلاق من جديد.
أتمنى لكم انطلاقة موفقة، بالتوفيق والنجاح إن شاء الله.
د. توفيق بامهاود
أستاذ جامعي، كوتش واستشاري تربوي وأسري
للحجز والاستعلام الاتصال بالمركز 16، شارع صومعة حسان، رقم 2، الرباط –
الهاتف : 0661252513
applycoaching@gmail.com